Monthly Archives: 24 ماي, 2014

أرشيف حضارة دلمون: سيرة البحث عن الجذور

522

بقلم حسين محمد حسين

منذ سنوات طويلة وأنا أحاول أن أجمع أرشيف حضارتي دلمون وتايلوس المتناثر الذي يجب أن يُجمع ليكون أساساً لكتابة تاريخ البحرين القديم بصورة دقيقة. وخلال سنوات البحث تلك، تمكنت من جمع أكثر من 600 عنوان أساسي، ما بين كتب ودراسات وتقارير ورسائل دكتوراه وماجستير. ويضاف إلى هذه العناوين الأساسية، مئات الدراسات الثانوية المساندة، وهي الدراسات التي تتناول الحضارات المعاصرة لكل من حضارتي دلمون وتايلوس، أي أنها لا تتناول حضارتي دلمون وتايلوس بصورة مباشرة بل تتطرق لها على سبيل المقارنة.

وعلى مدى سنوات عدة خصصت صحيفة «الوسط» مساحة ينشر فيها مقالات متنوعة حول تراث وتاريخ البحرين، وقد قدمنا من خلالها أكثر من 70 مقالاً حول تاريخ حضارتي دلمون وتايلوس موزعة في أربع مجموعات تناولت: تطور المجتمع البحريني من دلمون إلى البحرين، والجذور أو البحث عن هوية دلمون، وتاريخ الحقبة الهلنستية في البحرين، وتاريخ الديانة المسيحية في البحرين. وفي هذه المقالات حاولنا إعادة إنتاج أهم نتائج الدراسات الحديثة التي تناولت حضارتي دلمون وتايلوس، وبالخصوص تلك الدراسات التي تبحث في الجذور الأولية لهويات تلك الحضارات.

Continue reading →

الهند… مسرحاً لهجرتهم

Mobile-Websites-Reign-and-Apple-Products-Are-Ignored-In-India1

وسام السبع – الوسط البحرينية

منذ فجر التاريخ كانت الهند، مخزن الحكمة والعلوم ومستودع الآداب والفنون، وبالنسبة لأهل الخليج، كانت هذه البلاد السمراء قبلة المثابرين من أهل التجارة والمال والأعمال، ومقصد طلاب العلم وعشاق المغامرة، وأيضاً مهجراً اختيارياً لمن يفر من الموت والاضطهاد الديني، أو – بالنسبة لمن يتجرأ ويطالب بالإصلاح السياسي – منفى للعقوبة والطرد!

هذا بالضبط كان مصير قادة الحركة الوطنية في العشرينات (عبدالوهاب الزياني وأحمد بن لاحج)، وكذلك قادة حركة العام 1938 (سعيد الشملان، أحمد الشيراوي، علي الفاضل، وإبراهيم كمال) الذين حكم عليهم بالسجن أربعة عشر عاماً ليستبدل لاحقاً بالنفي إلى الهند، ومن المفارقة أن تتحول بومباي التي طالما ألهم نضالها الديمقراطي بعض قادة الخليج الوطنيين… إلى منفى، وأحياناً مقبرة لهم.

وعندما كان الزياني وبن لاحج في منفاهما، تعاطف الزعماء الوطنيون في الهند معهما، وقاموا برفع دعوى لدى المحكمة العليا في الهند، تنص على عدم شرعية قبول الهند بنفي هذين الزعيمين والمطالبة بتعويض مناسب لهما كرد اعتبار حفاظاً على القواعد الدولية، واختاروا محمد علي جناح الزعيم الإسلامي محامياً لهذه القضية.

Continue reading →

الباحث العلوي : الحسيني مدلس .. وموضوعه عن صعصعة “نسخ ولصق”

d8a7d984d8b3d98ad8af-d8add8b3d986-d8a7d984d985d988d8b3d988d98a

 مرايا التراث – خاص

وصف الباحث حسن علوي الموسوي ما كتبه الشيخ محمد سعيد الحسيني تحت عنوان “قبر صعصعة بن صوحان العبدي بـيـن الحقيقة والادعاء” في احدى الصحف المحلية بإنه عبارة “نسخ ولصق” لما هو مسطور في المنتديات السلفيّة دون تتبع وتثبت في النقل.

وقال العلوي لا يخفى على أحد السبب الذي يدعو صحيفة علمانية أن تنشر موضوعاً سلفياً تكفيرياً لأحد دعاة التكفير والفتنة والتحريض المدعو “محمد رفيق محمد سعيد فقير الأفغاني”، الذي كان يُعرف والده في البحرين باسم “الأفغاني” ويعرفه كل من دَرَسَ علم التجويد من خلال كتابه “ملخص عمدة البيان” الذي تحول اسم مؤلف –كما في الطبعات الأولى للكتاب- بقدرة قادر من “الشيخ محمد سعيد فقير الهروي الأفغاني” إلى “الشيخ محمد سعيد الحسيني”!

وأشاد العلوي بالشيخ محمد سعيد فقير (والد صاحب المقال) فهو عاش منذ سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا، وهو يدرس علم التجويد. وله فضل سواء على مدرسي علم التجويد في جميع أنحاء البحرين، وقد تخرج على يديه المئات من الطائفتين الكريمتين سنة وشيعة، ومن المعروف عن الشيخ الأفغاني الوالد أنه لا يفرق بين الشيعة والسنة وهو من المشايخ المعتدلين”.

وقال العلوي : للأسف خرج أبناء الشيخ محمد سعيد على غير سيرة والدهم، ومنهم محمد رفيق الذي كتب مقالاً في صحيفة الأيام “عدد 9153 بتاريخ 2/5/2014” تحت عنوان “قبر صعصعة بن صوحان العبدي بـيـن الحقيقة والادعاء” وقد قسم مقاله على أربعة أجزاء ونشر منه الجزء الأول المتعلق بحكم البناء على القبور، وها نحن نرد عليه بالأدلة العلمية ومن كلام العلماء كل على حسب رأي مذهبه، لأبين أن كلام هذا الأفغاني شاذ عن بقية مذاهب المسلمين.

وقد ابتدأ مقاله -كما هي عادة غيره من أبناء جلدته من الوهابية- برمي المسلمين بالشرك بالله، وهي لعمري من أعظم الحرمات التي ابتلينا بها نحن معاشر المسلمين من قبل الوهابية، ومن هنا أود أن أذكرهم بما روي عن النبي (ص) من طرق السنة الصحيحة من النهي عن تكفير المسلمين، فقد روى الشيخان وأحمد والترمذي وغيرهم من أصحاب السنن والمسانيد عن عبد الله بن عمر عن النبي (ص) أنه قال: «أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً: فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر».

Continue reading →

الباحث الجنبي : ابن حجر العسقلاني حسم الجدل حول قبر صعصعة

الجنبي

مرايا التراث – خاص

أفاد الباحث التاريخي عبدالخالق الجنبي أن قبر صعصعة بن صوحان العبدي (ت 56 هـ) يمكن أن يحسم بفضل تظافر روايات تاريخية وشفوية حيث يوجد لدينا رواية أوردها الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (توفي 852 هـ) في ترجمة صعصعة من كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) نقلاً عن كتاب (أخبار زياد) للعلائي أو الغلابي أنّ معاوية بن أبي سفيان بعد تغلبه على الخلافة أمرَ واليه على الكوفة المغيرة بن شعبة بنفي صعصعة إلى البحرين أو جزيرة ابن كاوان الواقعة جنوب البحرين عند مضيق هرمز، وأضاف الجنبي أنه يوجد أكثر من رواية تدعم هذا الخبر، ومن ذلك رجوع الكثير من قبيلة عبد القيس من العراق إلى البحرين خوفاً من الأمويين ومن انتقامهم منهم لتشيعهم المعروف للإمام علي كما هو مذكور في كتب التاريخ، فقد ذكر المؤرخون أنّه لما قُتل الإمام علي – عليه السلام – أراد معاوية الناس على بيعة ابنه يزيد، فتثاقلت ربيعة ولحقت بعبد القيس بالبحرين(ينظر: علي بن الحسن بن هبة الله = ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق؛ تحقيق علي شيري؛ بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع1415هـ؛ ج16: 208.)؛ كما ذكروا أيضاً أنّ الأمويين اتخذوا من البحرين ومدنها موضعاً لنفي مناوئيهم، ولم يكن لهم مناوئ في بداية دولتهم أثقل عليهم من صعصعة بن صوحان، ومن يقرأ كتب التاريخ يرى مدى ما كان يسببه هذا الرجل العظيم لمعاوية وولاة الأمويين في العراق من إحراج كبير، ولهذا فلا غرابة إنْ أمر معاوية بنفيه من العراق.
وأضاف الجنبي إنه لدينا في الوقت ذاته رواية بحرانية محلية موثقة بالكتب والوقفيات القديمة حول وجود مسجد صعصعة وقبره في جزيرة أوال كما ذكر الشيخ يوسف البحراني (توفي عام 1186هـ) في كشكوله (الصفحة 88 من طبعة دار المرتضى؛ بيروت 2008م)، وكما يوجد في العديد من الوثائق الوقفية التي ذكرت مسجد صعصعة في قرية عسكر، وهي القرية التي يجمع السكان الأصليون القدماء للبحرين على وجود قبر صعصعة فيها، وهذا هو ما يعرف في المنهج العلمي بـ (توثيق النصّ بالروايات الشفوية)، وهو في حد ذاته أمر معتبر جداً لأن تاريخنا معظمه تاريخ روائي، والكثير من رواياتنا التاريخية منقولة جيلاً عن جيل، ولا يمكن الجزم بصحة أي رواية منقولة بالمطلق ولا الجزم ببطلانها بالمطلق، فهي بين الشك واليقين حتى يثبت بالدليل العلمي رجحان أحدهما على الآخر في أي رواية من هذا النوع، وفي مثل هذه الحال، فإنه يمكن اعتبار الروايات المتواترة عند السكان القدماء لجزيرة أوال (البحرين)، وهم الشيعة بوجود قبر صعصعة في قرية عسكر المعروفة على الساحل الشرقي للجزيرة، واهتمامهم به، ووجود وثائق وقفية قديمة عليه هو من باب تأكيد الرواية التاريخية التي نقلها ابن حجر في موت صعصعة بن صوحان منفياً في جزيرة أوال وليس في أي مكان آخر، وهذا ما جعل أحد مؤرخي جزيرة أوال، وهو الشيخ محمد علي التاجر في كتابه (عقد اللآل في تاريخ أوال) يذكر بكل جزم وجود قبر صعصة في قرية عسكر من جزيرة أوال.
ولقد أثيرت مؤخراً جملة من الاشكالات تستهدف التشكيك في نسبة المقام (المسجد) المنسوب لصعصعة بن صوحان في منطقة عسكر جنوب في المحافظة الجنوبية، والذي تعرض لاكثر من استهداف خلال الاربع سنوات الماضية من مخربين مجهولين، وقد انعكس هذا اللغط على اهتمامات كتّاب الاعمدة في الصحف المحلية.

تلك الأيام… البحرين في “سُلافة العصر”

0 (40)

وسام السبع – صحيفة الوسط البحرينية

كثيرون هم من كتبوا عن الحياة العلمية والأدبية في البحرين خلال القرون الماضية، وزخرت مؤلفاتهم التاريخية بالكثير من المشاهد الحية لطبيعة المناخ العلمي الذي كان سائداً في القرون السالفة. فقد زار البحرين الميرزا عبدالله الأفندي الأصفهاني في القرن السابع عشر الميلادي/ الحادي عشر الهجري، ودوّن رحلته في كتابه «الفوائد الطريفة». وفي القرن الثامن عشر الميلادي/ الثاني عشر الهجري، زارها الشيخ شرف الدين محمد مكي الجزيني وأقام بمنطقة البلاد القديم عامين، ودوّن عن علماء البلاد نصّاً تضمن الكثير من المعلومات التاريخية المنفردة. ولأن نص الجزيني الذي تركه مؤلفه بلا عنوان، لايزال مخطوطاً، فقد تصدى الشيخ إسماعيل الكلداري لتحقيقه وإخراجه، والكتاب ينتظر الطباعة.

أيضاً كتب السيد علي بن أحمد المدني الحسيني الشيرازي المدني (ت 1708م/ 1120 هـ) المعروف بابن معصوم كتابه القيّم «سلافة العصر في محاسن أهل كل مصر»، وللسيد علي هذا أكثر من آصرة ووشيجة تربطه بالبحرين، ليس لأنه أرّخ لشعرائها وأدبائها وأعلامها في كتابه السلافة؛ بل لأنه اختلط بعلماء البحرين (المهاجرين إلى إيران والهند)، وكاتبهم، وأخذ العلم على بعضهم ونشأت له مع البعض الآخر صداقات متينة ومودة غامرة، وهو ما يتضح بجلاء في «سلافة العصر» الذي طبع في مصر سنة 1906.

ذكر السيد المدني في هذا الكتاب، الأكابر من الفضلاء والنبلاء ومجيدي الشعراء والبلغاء من أعلام القرن السابع عشر الميلادي/ الحادي عشر الهجري، واشتمل كتابه على محاسن أهل العصر وأخبارهم وتقييد أشعارهم وشواردهم، حيث ترجم لأكثر من مئة شخصية كان نصيب شعراء البحرين منها إحدى عشرة شخصية.

Continue reading →

كبــــير العجــــــم في البحــــريــــــن

Untitled

بقلم عبداالله المدني

المقصود بالعجم في عنوان المقال هم ذوو العرق الفارسي، وتحديدا أصحاب المذهب الشيعي منهم ــ دون أن يكون لكلامنا هذا أي انتقاص أو مضمون سلبي ــ وهؤلاء يشكلون جزءا لا يتجزأ من أطياف المجتمع البحريني منذ الأزل. ومن أشهر عائلات العجم في البحرين: كازروني، آل شريف، ديلمي، بلجيك، ديري، أسيري، ديواني، جواهري، إسفنديار، رويان، دشتي، أخترزاده، راستي، ترك، أديبي، فردوسي، آغا، جهرمي، غراشي، كريمي، أكبري، جعفري، فخراوي، ميرزا، تقوي، توراني، خوشابي، حاجي، أميري، منصوري، شكيب، شربتي، قناطي، رحيمي، ملك، أنصاري، وغيرهم. لكن العائلة الأشهر على الإطلاق في البحرين، وربما عموم منطقة الخليج، هي عائلة «بوشهري» التي تنحدر كما يتضح اسمها من مدينة بوشهر. والأخيرة هي عاصمة محافظة بوشهر في جنوب إيران على الساحل الشرقي للخليج العربي والتي تبلغ مساحتها حوالي 23 ألف كيلومتر مربع، ووصل عدد سكانها في عام 2011 إلى أكثر من مليون نسمة، وكانت خلال القرن 18 أهم ميناء في إقليم فارس بدليل إقامة الإنجليز وكالة سياسية لهم فيها في عام 1727، ثم قيام الهولنديين بالشيء نفسه في عام 1737، حيث كان سكانها في ذلك الوقت خليطا من الفرس والعرب السنة والعرب الشيعة والأرمن واليهود والنصارى والزرادشتيين. وقد دلت الاكتشافات أن بوشهر من الموانئ القديمة التي يرجع تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل ميلاد المسيح.

Continue reading →

مرايا التراث

في تاريخ وتراث البحرين