Monthly Archives: 21 جانفي, 2020

خالد بن أحمد.. وأنا

بقلم حمد العامر
مرَّت بشريط حياتي بوزارة الخارجية الكثير من المحطات.. محطات جميلة ومحطات قاسية أحيانًا، تعلمت منهما الكثير في مسيرة الحياة.. وكان خالد بن أحمد أحد هذه المحطات التي شكلت حالة فريدة من نوعها.. حالة إنسانية متميزة بكل ما تعنيه الكلمة.. محطة مؤثرة في مسيرة حياتي لأنها كانت محطتي الأخيرة بالعمل الحكومي، أعتز بها وبإنجازاتها التي حققتها معه في خدمة البحرين وفي أوقات صعبة، ما عزز علاقتي به وثقته بي في إدارة أهم الملفات السياسية بالوزارة التي كانت شاملة كل الشأن السياسي بدءًا بالأمم المتحدة وانتهاءً بمجلس التعاون والمؤتمر الإسلامي، وكل ما يخص علاقات البحرين بالمجموعات الاقتصادية الكبرى في العالم والأحلاف العسكرية كحلف شمال الأطلسي (الناتو) والمشاكل الصعبة كأفغانستان وجنوب السودان التي زرت عواصمها، واجتمعت مع قادتها وكبار ساستها في إطار الإسهام بوضع حلول للعديد من الازمات الإقليمية والدولية.

والشيء المميز في خالد بن أحمد حضوره المتميز في المؤتمرات والاجتماعات العربية والإقليمية والدولية وعند مواجهة الصحافة الغربية والعالمية مباشرة، وكان دائمًا لافتًا في ردوده وسرعة البديهة التي يتمتع بها ومقنعًا في مداخلاته التي تعلمت منها الكثير، لذلك كانت هناك ثقة متبادلة وتفاهم مشترك في علاقتنا وفي الرؤية العامة للأمور والمواقف وتجاه إدارة القضايا الصعبة التي واجهت البحرين في عام 2011، وإدارة العمل السياسي بالخارجية.

لقد كان علينا في الخارجية الدفاع عن مواقف البحرين أمام الدول التي كانت تتربص بالبحرين في قضايا حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير -بعد عام الأحداث المؤسفة- وأمام قادة دول العالم وسياسييه في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الآسيان والصين والهند وغيرها، وكذلك مواجهة بعض الدول العربية في الجامعة العربية كسوريا والجزائر والعراق ولبنان، إبان ذلك الوضع الصعب والشكوك الدولية المحيطة به من كل جانب بسبب الإعلام والفضائيات التي نقلت صورًا مشوهة لمجريات الأحداث المؤسفة في البحرين عام 2011 والأعوام التالية.

Continue reading →

مدن يقرأ «الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين» للمؤرخ الخاطر

متناولاً التاريخ الثقافي في البحرين آواخر القرن الـ 19 والربع الأول من القرن الـ 20


قراءةٌ في كتاب «الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين»، للمؤرخ والأديب البحريني مبارك الخاطر، كانت آخر فعاليات «منتدى البحرين للكتاب»، في العام المنصرم، والتي قدمها الدكتور حسن مدن، مساء الاثنين (23 ديسمبر 2019)، في «مركز عيسى الثقافي»، مستعرضاً لهذا الكتاب الذي يصفهُ بـ «أحد الكتب المهمة التي تقدم لنا إطلالة مفيدة وثرية، للمشهد الثقافي في البحرين، بين نهاية القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين»، وذلك نظراً لما يمتازُ به الخاطر، بوصفهِ «مرجعاً لا غنى عنهُ، في ما يتعلقُ بتدوين التاريخ الثقافي للبحرين».
فالخاطر، المولود بالمحرق (1935 – 2001)، شغل العديد من الوظائف الإدارية، بالإضافة لعضوياتهِ في الجهات الثقافية المحلية والعربية، كما ألف العديد من الكتب، أبرزها الكتاب المتناول، وكتاب «نابغة البحرين عبد الله الزايد»، و«المؤسسات الثقافية الأولى في البحرين»، كما أصدر عدداً من المجموعات الشعرية، ونشر مقالاتٍ في مختلف الصحف المحلية والخليجية.

اقتفاء الأثر الثقافي على مدى خمسة عقود

مبارك الخاطر

في كتابه «الكتابت الأولى الحديثة لمثقفي البحرين»، الصادر عام (1979)، يقتفي الخاطر أثر الكتابات التي خطتها أنامل المثقفين في البحرين، منذُ (1875) وصولاً لـ (1925)، كما يبين مدن، موضحاً بأن الفكرة من وراء هذا الكتاب، كما كتب الخاطر «أتت إلى ذهني وأنا منهمكاً في إعداد سير رواد الثقافة في البحرين»، إذ لاحظ بأن أهم ما جمع بين هؤلاء الرواد، «هو إطار الفكر الأصلاحي، واشتراك معظهم بمراسلة الصحف والدوريات العربية، آواخر القرن التاسع عشر، وانتقالهم من مجرد قراءتها إلى مراسلتها برسائل تحمل طابع كتاباتهم الحديثة، على صورة أسئلة تطرح على أصحاب هذه الدوريات»، وهذا ما حفز الخاطر في البحث والتقصي عن ما وراء هذه المراسلات، للخروج بكتابهِ هذا، كما يؤكد مدن.
لافتاً إلى أن الكتاب «يتناول التحولات الأولى للكتابات الحديثة، لهؤلاء النخبة المثقفة، سواءً كانت على شكل مساهمات أو رسائل في الدوريات، إلى جانب المحاضرات، والخطب الثقافية والتربوية، التي أُلقيت في المنتديات والمناسبات الثقافية في البحرين، بالإضافة للمراسلات بين تلك النخب وتناولها للشأن المحلي، والعربي، والإسلامي»، ويذكرُ مدن بأن أبرز الدوريات الصادرة في تلك الحقبة، هي «المنار»، و«العروة الوثقة»، و«الهلال».
ومن خلال تتبع هذه الأشكال الكتابية الأولى، تبرزُ أسماء لامعة في تاريخ الثقافة البحرينية آنذاك، كالشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، وعبد الله الزايد، والشيخ محمد صالح، وآخرون، إذ يرى مدن بأن المؤلف، «التفت إلى حقيقة أن ابناء البحرين المتعلمين في تلك الحقبة الزمنية، كانوا على صلة بقادة النهضة الفكرية في البلاد العربية والإسلامية، كمصر، والشام، والهند، والعراق، وإيران.. إذ كانت كتابات وكتب أولئك القادة الفكريون، وكراساتهم في الأدب، والفكر، والاجتماع، تردُ البحرين». Continue reading →

مرايا التراث

في تاريخ وتراث البحرين