وسلط المركز على هذا التاريخ من خلال الحفاظ على عدد من المواقع والعديد من المباني، من منازل الغواصين المتواضعة إلى مساكن الفناء المرموقة، وتم ربط جميع هذه المواقع عبر مسار الزائر، مع مجموعة من الأراضي الخالية التي تُركت كأماكن عامة نظرا لعمليات الهدم التي طالت الأماكن الطبيعية. وبعد افتتاحه رسميا حين كانت المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2018، يستمر المبنى الذي صمّمه المصمّم العالمي فاليريو أولجياتي في جذب انتباه أهم المجلات العالمية المُتخصّصة بالعمارة، ومن آخرها مجلة “دوموس” الإيطالية التي خصّصت مقال ضيف شرف التحرير في عددها الدوري الصادر في الربع الأول من هذا العام للحديث عن مركز الزوار. وبدأت المجلة مقالها “في قلب العاصمة السابقة للبحرين، تمت إعادة إحياء موقع له تراث تاريخي فريد من نوعه تكريما لصناعة اللؤلؤ في المدينة”، كما خصّصت للمقال صفحات حملت العديد من الصور التي تُبرز جماليات المبنى ومختلف مرافقه، وذكر مسار اللؤلؤ ومضمونه.

وفي المضمون الذي يعيد تاريخ اللؤلؤ إلى الواجهة، نقرأ أهمية هذا المبنى الذي يحافظ على مفهوم التراث والعمران البحريني، إذ يعكس في مختلف جوانبه عناصر عمرانية محلية، مكمّلا بذلك الطريق الذي تتابع هيئة البحرين للثقافة والآثار ترميم بيوته وتشييد الساحات والمواقف الخاصة به. كما يسرد المقال رؤية المهندس العالمي فاليريو في بناء موقع حديث يستخدم عناصر المباني التراثية ركيزة له، كأبراج الرياح الهوائية القديمة والموجودة في بيوت البحرين التراثية والتي على مثالها بنى عددا من الأبراج تعلو مركز زوار طريق اللؤلؤ حاملة السقف العالي للمبنى الذي يرتفع عشرة أمتار، وفيه فتحات خماسية تسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى الأرض التي ما زالت تحمل بقايا السوق القديم والتراث المحلي. ومنها أطلال مبان وجدران طويلة من الحجر المحلي وبعض أعمدة بناء وبقايا سوق تقليدية، وكل ذلك ضمن الرؤية الخاصة للمهندس الذي أراد تسليط الضوء على العمق التاريخي للمكان وعلاقته بصناعة اللؤلؤ.

Continue reading →