إطلاق أول مركز معلومات ومكتبة تخصصية عن تراث البحرين العلمي قريباً
تنفذه مؤسسة البحوث العلمية برعاية مجموعة جواد التجارية
كشف رئيس مؤسسة مجمع البحوث العلمية الشيخ محسن العصفور عن قرب إطلاق أول مركز معلومات عن تراث علماء البحرين في شبكة الإنترنيت، ويضم «ببلوغرافيا» عن أسماء علماء البحرين عبر العصور ومصنفاتهم العلمية وأماكن وجودها في المكتبات الخطية في جميع أنحاء العالم وفق تقنيات تصنيف متقدمة، وينفذ هذا المشروع برعاية مجموعة جواد التجارية التي يرأسها رجل الأعمال الوجيه فيصل حسن جواد.
وأوضح العصفور في تصريح لـ “الوسط” أن المركز سيأخذ على عاتقه مسئولية التعريف بالنسخ والمخطوطات العلمية لعلماء البحرين بالإضافة إلى مصورات رقمية لنسخها الخطية… وهذا المركز سيشكل حجر الأساس لثقل البحرين العلمي أمام التراث العالمي ومدى إسهامات علماء البحرين في إثراء وإغناء المكتبة الإسلامية والثقافة الإنسانية.
وأضاف العصفور: «سيكون المركز بوابة مهمة لكل الجامعات والباحثين والمحققين في داخل البحرين وخارجها لاستكشاف كنوز وذخائر تراث البحرين العلمي في جميع التخصصات والعلوم والمعارف»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الباحثين في الجامعات الأميركية والأوروبية والمستشرقين لديهم اهتمام واسع بإسهامات علماء البحرين في الحضارة الإسلامية في المراحل التاريخية كافة.
وأشار العصفور إلى أن مؤسسة مجمع البحوث العلمية تفخر بأن يكون هذا المشروع أحد أهم مشروعات المؤسسة في العهد الإصلاحي لجلالة الملك بالتنسيق مع إحدى المؤسسات الثقافية التخصصية الرائدة في مجال المخطوطات التي تمثل ثروة علمية ومعرفية كبيرة تؤكد الإسهامات العلمية والحضارية لعلماء البحرين الذين بلغت إشعاعاتهم المعرفية شتى بقاع العالم.
وذكر العصفور أن هذا المشروع سيكون قاعدة معلومات مهمة عن المخطوطات بشكل تفصيلي وكذلك سيتم في مرحلة مقبلة وضع صور رقمية لمتون تلك المصنفات والكتاب لتكون في متناول المحققين ودور النشر لإحيائها بالطبع والنشر، كما سيصدر مشروع الفهرس الشامل لمخطوطات علماء البحرين.
وبشأن مشروع المكتبة التخصصية ذكر العصفور أنه تم البحث عن أماكن وجود نسخ مصنفات علماء البحرين الخطية في المكتبات من أبرزها المكتبة الظاهرية في دمشق والمكتبة السليمانية في اسطنبول ومكتبة كاشف الغطاء ومكتبة السيد الحكيم في النجف الأشرف والمكتبة الرضوية والمكتبات التابعة لها في مدينة مشهد ومكتبة السيد المرعشي ومكتبة السيد الكلبايكاني ومكتبات أخرى في مدينة قم والمكتبة الوطنية في طهران ومكتبة جامعة طهران ومكتبة مجلس الشورى الإيراني وغيرها من أمهات المكتبات، ولايزال هذا العمل متواصلاً على قدم وساق».
وكشف العصفور عن التنسيق والتعاون في جمع مصورات ومخطوطات علماء البحرين مع مركز جمعة الماجد الثقافي في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسيكون هناك تعاون في مجال الفهرسة وبيانات المخطوطات ومصوراتها، ولدينا أمنيات بتطوير التعاون وتوقيع مذكرات التفاهم مع عدد من الجامعات والمؤسسات المعرفية والتاريخية في سبيل تحقيق درجات متقدمة من أهداف هذا المشروع الذي يتطلب موارد وجهوداً كبيرة».
وأفصح العصفور تم الحصول على مصورات لنحو 2000 مخطوطة وتم صنع ملفات تجليد مذهبة والشروع في إخراج كل مخطوطة بشكل منظم وطباعتها على أوراق ذات اللون التراثي، مشيراً إلى أن هذا المشروع يحتاج إلى جهد ضخم وتمويل كبير ووقت طويل حتى يخرج المشروع بصيغته النهائية.
وأكد العصفور أنه «يمكن القول إننا بدأنا في هذا المشروع الكبير ولكن من الضروري التأكيد على أن مشروعاً بحجم حفظ تراث البحرين العلمي ليس من مسئولية مجمع البحوث العلمية فقط وإن كانت المؤسسة هي النواة لهذا المشروع، وإنما هي من مسئولية الجميع من مؤسسات رسمية وأهلية وثقافية بالإضافة إلى دور علماء الدين والحوزات العلمية في هذا الجانب الذي يحوز على قدر كبير من الأهمية، ونتطلع إلى مساهمة إيجابية فاعلة من جميع الجهات ذات العلاقة في البحرين لإنجاز هذا المشروع الكبير». ودعا العصفور «جميع المهتمين بهذا الشأن للمساهمة العلمية والعملية والمادية في دعم هذه المبادرة، لأنها الأولى ذات الصفة المؤسساتية ويجري تنفيذها بالاستعانة بتقنيات عصرية في مجال المخطوطات، ونحن في مؤسسة مجمع البحوث العلمية لدينا ثقة كبيرة في الطاقات العلمية والمعرفية والقدرات الحيوية لشباب البحرين الراغبين في دعم هذا المشروع من كل النواحي».
كتب حيدر محمد، صحيفة الوسط، العدد 2878 – الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ
رسالة في العلوم الإسلامية بجامعة بابل تناقش الآراء التفسيرية لابن المتوَّج البحراني
ناقشت رسالة ماجستير في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بابل (الآراء التفسيرية لابن المتوَّج البحراني (ت/٨٢٠هـ))، للطالبة عبير جبار الملا .
تألفت لجنة المناقشة بإشراف الإستاذ الدكتور حكمت عبيد الخفاجي، ورئاسة الأستاذ الدكتور فاضل مدّب المسعودي بجامعة الكوفة كلية الفقه، وعضوية الأستاذ الدكتور يقظان سامي الجبوري جامعة بابل كلية العلوم الإسلامية عضوا والأستاذ المساعد الدكتور هيثم خضير عباس جامعة بابل كلية العلوم الإسلامية عضوا .
من سيرة حياتي
بقلم عباس محمود رضي
حفظت القرآن الكريم في مدرسة الكتاب عند السيدة زكية السيد محمد العلوي في سنتين ثم درست في مدرسة الأستاذ عبدالكريم محمد العريض الصيفية المقامة في مأتم العريض التي تأسست في عام ١٩٥٥، وكانت والدتي قد أدخلتني رحمها الله إلى الكتاب عند السيدة زكية العلوي بدلا من المدرسة الحكومية وأنا في الخامسة من عمري لأتعلم القرآن الكريم، وقد اهتمت بي المعلمة اهتماما خاصا ربما لعلاقتها الخاصة بوالدتي، وختمت القرآن في وقت قصير في حين كان الأطفال يقضون مدة أطول قد تصل إلى سبع سنوات، وقد أجريت لي حفلة تخرج في الفريق مع مجموعة من الأولاد والبنات، ثم أخذتني والدتي إلى الأستاذ المرحوم أحمد العمران الذي كان وزيرا للمعارف في ذلك الوقت حيث رفض مدير المدرسة الشرقية التي كانت قريبة من بيتنا قبولي وذلك لكبر سني بالنسبة إلى أقراني في الصف، وطلبت والدتي رحمها الله من الوزير أن يقدم لي امتحانا لتقدير الصف المناسب لي، وقد نجحت في الامتحان وقدر الوزير أن أكون في الصف الثالث الابتدائي بدلا من الحضانة والصف الأول والثاني الابتدائيين، وأذكر أني حصلت على درجة ممتاز حيث كنت الرقم ٧ في الصف بين الطلاب الأوائل في الفترة الدراسية الأولى إلا إنني وجدت نفسي أنني أستطيع أن أتقدم على الذي كان يحتكر الدرجة الأولى في الصف ووجدت أنني أفوز بالدرجة الأولى في الصف بنهاية السنة، واحتفظت بشهادة التخرج الابتدائي لسنوات.
Continue reading →الوجيه الحاج حسن بلجيك أبرز مؤسسي مأتم العجم الكبير
نبذة حول الوجيه والتاجر المرحوم الحاج حسن بن محمد بن علي بلجيك رئيس ومن مؤسسي مأتم العجم الكبير، كان تاجرا مشهورا وما زال الكثير من الناس يسمعون به ولكنهم لم يشاهدوا صوره وهذه نبذة جيدة حول هذه الشخصية التي تستحق المعرفة ات سيما انه صاحب دور مهم ويعتبر شخصية ذات وجاهة في المنامة وغيرها فقد كان رئيسا لمأتم العجم الكبير وصاحب نفوذ ومعرفة ويمكنكم ملاحظة ذلك من خلال هذه الصور والنبذة التي تتضمن رسالة من مستشار البحرين السابق بلجريف يطلب فيه من الحاج حسن ان يذكر له عدد المشاركين في العزاء والرسالة الثانية رد الحاج حسن بلجيك على المستشار يفيده بعدد المعزين.كما نرفق لكم في البداية نبذة حول شخصيته.
نبذة حول شخصية المرحوم الحاج حسن بلجيك
Continue reading →مسجد الشيخ المؤمن من أبرز المعالم الإسلامية في البحرين
حثّ ديننا الإسلامي الحنيف على بناء وإعمار المساجد والمساهمة في خدمتها والعناية بها، فهي بيوت الله على الأرض وفي رحابها يتقرب الإنسان المؤمن إلى الله بالعبادة والصلاة والذكر وتلاوة القرآن الكريم ولهذا المسجد المبارك تاريخ حافل وطويل ارتبط بمدينة المنامة والذي يمتد من منتصف القرن الثاني عشر عندما قام الشيخ محمد المؤمن ببناء المسجد في عام ١١٥١ هجرية يوافقها بالميلادي عاما ١٧٣٩/١٧٣٨م.
وتذكر المصادر التاريخية كان يوجد جدول ماء جارٍ يُعرف بساب المشبر يمر بالجهة الجنوبية من المسجد ويستخدم كميضأة للمؤمنين المرتادين على المسجد وينبع من عين بداخل قلعة الديوان «قلعة الشرطة» وتحدث المرحوم السيد علي بن محسن الصفار الغتم أشهر صانع للدلال العربية النحاسية أنه مع مجموعة من الصبيان استحموا بحوض معروش بالسعف أقيم على جانبي جدول المشبر بالقرب من المسجد والذي تم ردمه بالكامل في ثلاثينات القرن الماضي.
وعلى مدى عقود أمّ صلاة الجماعة بهذا المسجد كبار العلماء الاجلاء ومنهم فضيلة الشيخ خلف أحمد العصفور ومن بعده فضيلة الشيخ باقر أحمد العصفور ومن ثم فضيلة الشيخ الميرزا حسن العرادي إضافة إلى الأنشطة الدينية التي تقام بهذ المسجد الواقع بالجنوب من فريق المخارقة والذي يعد الآن من أقدم المعالم الإسلامية التي شيّدت بهذا الجزء من المدينة القديمة وما يتداوله كبار السن انه قد جدد بناؤه مرات عديدة خلال المائة سنة الماضية وآخرها عندما تم هدمه بالكامل في السنة الأخيرة من القرن الماضي.
وكان لإعادة عمران المسجد في السنة الثانية من عقد العشرينيات مختلفًا عما سبقه من نمط البناء السائد بتلك الفترة وقد قسّم إلى جزئين الشرقي ويُشكل ثلث مساحته فضاءً مفتوحًا وبه دورة المياه وترتفع المنارة على الركن الشمال الشرقي، وأما الجزء الغربي فهو مصلى مسقوف وتوجد بأعلاه بروز فنية من الجص ممتدة على جزء من جانبي السقف وتعرف بالحمائم وقد هدم بالكامل في بداية العام الاخير من الخمسينات بسبب القدم.
Continue reading →دلائل على وجود مسيحي بسماهيج في القرن السادس الميلادي
البروفيسور إنسول تحدّث عن آخر نتائج أعمال التنقيب في المحرق
أكد البروفيسور تيمثوي إنسول من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة اكستر بالمملكة المتحدة، رئيس فريق التنقيب البريطاني – البحريني، أن أعمال التنقيب في مدينة المحرق كشفت وجود أدلة أثرية فريدة واستثنائية تساعد في فهم تاريخ البحرين والمنطقة. جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها عبر تقنيات الاتصال المرئي، يوم أمس الأول، ضمن سلسلة محاضرات متحف البحرين الوطني حول تطورات عمل بعثات التنقيب الأثرية في مملكة البحرين.وكشف البروفيسور إنسول آخر نتائج عمل الفريق البحريني البريطاني لمشترك في مواقع مختلفة في المحرق منذ عام 2017. وقال البروفيسور إن العمل بالشراكة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار أدى إلى كشوفات أثرية كبيرة في قرية سماهيج والمحرق التاريخية. وكشف أن البحث الأثري في التل الموجود في مقبرة قرية سماهيج كشف وجود مبنيين أثريين؛ الأول لمسجد يعود إلى حوالي 300 عام، أما المبنى والآخر -وهو الأهم- فيعود إلى مجمّع يحتوى على أدلة مادية تشير إلى وجود مسيحي يرجع إلى ما بين القرنين السادس والثامن الميلادي.وتطرق البروفيسور إلى تفاصيل المبنى قائلاً إن أبعاده تبلغ 17م × 10م، وارتفاع بقايا جدرانه تصل الى 110 سم، إذ أكد أن المبنى هو أكثر من مجرد كنسية، بل هو على ما يبدو مجمعاً شبيها بأبنية تم اكتشافها في كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة. وأشار البروفيسور إنسول إلى أن أعمال التنقيب أسفرت عن اكتشاف العديد من القطع الفخارية والنقوش، موضحًا أن المكتشفات تشير إلى أن هذا المجتمع المسيحي كان جزءًا من الكنسية النسطورية التي ازدهرت في المنطقة.وأشارت الكشوف الأثرية الأخيرة كذلك إلى أن القرية في ذلك الوقت كانت على علاقة وطيدة مع الأنشطة البحرية، وأن المجتمع تمتع بعلاقة متينة مع البحر في ذلك الزمان.
المصدر:
صحيفة الايام البحرينية، العدد 11829 الجمعة 27 أغسطس 2021 الموافق 19 محرم 1442
مكتبات الأسر الأحسائية
بقلم: الأستاذ أحمد عبد المحسن البدر
تعد مكتبة الأسر من أبرز المؤشرات الدالة على المستوى العلمي والثقافي للأسر المتملكة لها، وقلما تجد أسراً برز بها عدد من رجال العلم والأدب تخلو من المكتبات الأسرية أو الشخصية. وتعد الأحساء من أبرز الأماكن التي خرّجت أسراً علمية كان لعلمائها وأدبائها دور ونشاط علمي بارز، سواء داخل الأحساء أو خارجها.
مكتبات العلماء والأدباء
نكاد نجزم أن لكل عالم أو أديب مكتبة خاصة به، وتتفاوت حجم هذه المكتبات الشخصية بين شخص وآخر، ويرجع ذلك لعدة ظروف منها: المكانة العلمية أو الثقافية لصاحب المكتبة، وحب صاحب المكتبة لاقتناء الكتب، والوضع المادي لصاحب المكتبة.
ولا يسعنا هنا ذكر جميع أو جل من يملك مكتبة شخصية بالأحساء، وإنما نذكر هنا – على سبيل المثال لا الحصر – بعض رجال العلم والأدب من أعلام الأحساء الماضين الذين تكونت لديهم مكتبات خاصة:
السيد إبراهيم السبعي القاري، وهو من أهل القرن الحادي عشر. الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن آل طوق، وهو من أهل أوائل القرن الرابع عشر. الشيخ أحمد بن حمد العمير، المتوفى سنة 1387هـ. الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، المتوفى سنة 1241هـ. الشيخ أحمد بن عبدالعزيز القحطاني، المتوفى سنة 1396هـ. الشيخ أحمد بن محمد المحسني، المتوفى سنة 1247هـ. الشيخ حسن البوخضر، المتوفى بعد سنة 1286هـ. الأديب حسين بن عبدالله بومسفر، وهو من أهل القرن الرابع عشر. الشيخ داود بن سلمان الكعبي، المتوفى سنة 1392هـ. الشيخ سلمان بن علي الثواب، المتوفى سنة 1396هـ. الشيخ صالح بن محمد السعد، المتوفى سنة 1370هـ. الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الوهيبي، المتوفى بعد سنة 1304هـ. الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك، المتوفى سنة 1394هـ. الدكتور عبدالهادي الفضلي، المتوفى سنة 1434هـ. الشيخ عيسى بن عبدالله الشواف، المتوفى سنة 1338هـ. الشيخ عيسى بن عبدالله العكاس، المتوفى سنة 1338هـ. الشيخ محمد بن عبدالله العبدالقادر، المتوفى سنة 1391هـ. الشيخ محمد بن عبدالله آل فيروز، المتوفى سنة 1216هـ. الشيخ محمد بن عبدالمحسن الغريب، المتوفى بعد سنة 1273هـ. الشيخ محمد بن علي آل أبي جمهور، المتوفى بعد سنة 909هـ. الشيخ محمد بن نصر الله آل مربط، وهو من أهل القرن الثاني عشر. السيد ناصر بن هاشم السلمان، المتوفى سنة 1358هـ. الشيخ يوسف بن راشد آل الشيخ مبارك، المتوفى سنة 1416هـ.
والآن نأتي إلى ذكر الأسر الأحسائية التي تملكت مكتبات، ولا يعني هذا أنه فقط هذه الأسر هي التي تملكت مكتبات خاصة، وإنما نذكر هنا أسماء الأسر التي تمكنا من الحصول عليها:
– مكتبة آل أبي جمهور:
هذه الأسرة كانت تسكن قرية التيمية الملاصقة لجبل القارة، وقد برزت في أواخر القرن الثامن والقرنين التاسع والعاشر للهجرة، وأقدم علماء هذه الأسرة المعروفين هو الشيخ حسن بن إبراهيم بن حسن آل أبي جمهور، ويبدو أن نواة هذه المكتبة ابتدأت على يديه، ولا نعلم عن مصير هذه المكتبة شيء بعد ذلك سوى ما ذكره صاحب كتاب (قصص العلماء) من أن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتوفى بعد سنة 1241هـ أصبحت تحت يده مكتبة ابن أبي جمهور الأحسائي.
– مكتبة البغلي:
كانت هذه المكتبة تقع بمدينة الهفوف، وأكثر كتبها مخطوطة، وقد أصبحت تحت إشراف علماء الأسرة، وآخر عالم من أسرة البغلي من الذين أشرفوا على هذه المكتبة الشيخ حسن بن محمد البغلي المتوفى سنة 1383هـ، وبعد وفاته تفرقت محتويات المكتبة.
– مكتبة الجبران:
مؤسس هذه المكتبة هو الشيخ محمد بن أحمد الجبران، المتوفى سنة 1304هـ. وكانت هذه المكتبة تحوي الكثير من الكتب المطبوعة ومن المخطوطات النفيسة، وبعد وفاة الشيخ محمد سنة 1394هـ ضعف الاهتمام بالمكتبة فتفرقت محتوياتها لدى أبناء الأسرة.
– مكتبة الحسيني:
كانت هذه الأسرة تسكن قرية القارة بالأحساء، وبرز منها عدد من العلماء، وقد أوقف السيد علي بن إبراهيم بن أحمد الحسيني المتوفى بعد سنة 1164هـ هذه المكتبة على طلبة العلم من أهل قرية القارة حسب ماجاء في وصيته.
– مكتبة آل حميدان (آل مبارك):
أسرة الحميدان كانت تسكن بلدة الجفر بالأحساء، وأقدم علماء هذه الأسرة هو الشيخ عبدالله بن ناصر الحميدان، وهو من أعلام أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر، ويبدو أنه هو أول من انتقل من أفراد هذه الأسرة إلى القطيف، وكان لديه اهتمام بالكتب حيث أنه نسخ الكثير منها، كما يبدو أنه هو مؤسس مكتبة الأسرة، وكانت وفاته سنة 1124هـ.
– مكتبة آل السيد خليفة:
كان بداية تأسيس هذه المكتبة على يد السيد خليفة بن علي الموسوي الأحسائي في أوائل القرن الثالث عشر، وكانت فيما يبدو صغيرة الحجم كون السيد خليفة لا يزال في ريعان شبابه، وعندما انتقل إلى العراق نقل معه المكتبة وبدأ بتوسعتها حيث أنه قام بنسخ الكثير من الكتب بنفسه، وأيضاً قام بشراء كتب كثيرة عبر عمره الطويل الذي قارب المئة عام، حتى أصبحت مكتبة آل السيد خليفة من أشهر المكتبات في عصرها، وكانت تحوي الكثير من المخطوطات، وفي سنة 1371هـ قام السيد عبدالله بن محمد علي الخليفة سنة 1371هـ ببيع المكتبة في المزاد العلني وتفرقت محتوياتها بين أيدي الناس.
– مكتبة آل زين الدين:
تكونت النواة الأولى لهذه المكتبة بقرية المطيرفي في شمال الأحساء على أيدي علماء الأسرة الأوائل، وأقدم من عرفناه من أعلام هذه الأسرة هو الشيخ داغر بن رمضان الأحسائي، وهو من أعلام القرن الحادي عشر، إلى أن قل الاهتمام بها وتفرقت محتوياتها كحال بقية المكتبات.
– مكتبة آل الشيخ مبارك:
ذكر الشيخ يوسف بن راشد آل مبارك أن جد الأسرة الشيخ مبارك المتوفى سنة 1230هـ -وهو من أهل مدينة الهفوف- عندما توفي وزعت كتبه على أولاده الستة بالتساوي، وكذلك تم توزيع كتب الشيخ عبداللطيف بن الشيخ مبارك بعد وفاته على أولاده، ومن هنا نستنتج أن الشيخ مبارك هو مؤسس مكتبة هذه الأسرة والتي تقسمت فيما بعد إلى عدة مكتبات كل مكتبة تخص عالم من علماء الأسرة.
– مكتبة الصحاف:
كانت هذه المكتبة تقع بمدينة الهفوف، حيث أنها تأسست بشكل بسيط عن طريق علماء الأسرة السابقين.
المصدر:
عبدالله الخان.. خزانة الصورة (2-2)
] هل ستبقي هذا المشروع فقط كما هو عليه الآن؟
عبدالله الخان… عن التصوير والإنسان (1-2)
صناعة الدبس: تطور المدبسة منذ 4000 سنة
بقلم: حسين محمد حسين
الدبس هو عصارة التمر التي تسيل من التمر بصورة طبيعية من غير طباخ وهذا يعني أننا لا نحتاج لتقنيات معقدة للحصول على الدبس فهو يسيل بصورة طبيعية، وهذا صحيح فما تعارفت عليه العامة في البحرين وفي مناطق أخرى في الخليج العربي باسم المدبسة هي في الواقع أماكن لتخزين التمر وجمع الدبس، إذا فعملية تخزين التمر وجمع الدبس هي عمليتان متزامنتان وذلك أن التمر عندما يتم تخزينه يبدأ الدبس بالسيلان منه. وقد عرفت الحضارات التي قامت في منطقة الخليج العربي الدبس منذ آلاف السنين ولا يمكننا تحديد تاريخ معين لبداية هذه الصناعة ولكن يمكننا أن نتدرج في تقنية جمع الدبس وتطورها من خلال الآثار التي عثر عليها. كذلك تطور كلمة «دبس» فالمرجح أن هذه الكلمة معربة من كلمة قديمة جدا هي «ديشبو». سنتناول هنا تطور التسمية «الدبس» بعدها تطور تقنية جمع الدبس في البحرين.
من «الديشبو» إلى «الدبس»
لم تعرف الحضارات القديمة «السكر» بشكله المعروف حاليا أي على هيئة بلورات بيضاء وإنما كانت الشعوب القديمة تستخدم مستخلصات من ثمار معينة تستخدمه بالإضافة لعسل النحل الذي لا نعلم بالتحديد بداية استعماله. في حضارات بين النهرين استخدموا مستخلصات نباتية تحضر من بعض الثمار كالتمر وكانت تسمى «ديشبو» وقد عمم البعض اسم «ديشبو» ليصبح بمعنى عسل، والغالب يخصص الاسم «ديشبو» ليصبح مرادفا «لعسل التمر» أي للاسم «دبس». ورد في معجم الإنجيل (Hastings etc 1902) المجلد رقم 2 صفحة 30 أن الآشوريين كانوا يسمون عسل التمر «ديشبو»، كذلك مكوفيرن في كتابه عن تاريخ النبيذ (McGovern etc 1997) يؤكد أن الكلمة الأكادية «ديشبو» مساوية للكلمة العربية «دبس»، بينما يرى Bottéro (Bottéro 1995) أن كلمة «ديشبو» تعني عسل دون تحديد مصدر هذا العسل وربما قصد بها عسل النحل وذلك في كتابه (باللغة الفرنسية) الذي يناقش فيه نقوشات حضارة بين النهرين المتعلقة بطرق تحضير الأطعمة، وقد قام بويل (Powell 1998) بكتابة ملخص لكتاب Bottéro وقد علق على كلمة «ديشبو» وذلك بإعادة تعريفها على أنها تعني مستخلص يحضر من التمر أو العنب أو أي ثمرة أخرى مستبعدا أن تكون الكلمة تعني عسل النحل.
وهكذا نرى أن أول كلمة خصّت بعسل التمر هي «ديشبو» والذي تطورت عبر الزمن فتحوّلت لاحقا إلى «دوبشه» حيث يذكر Rougeulle (Rougeulle 1982) في بحثه عن صناعة الدبس في البحرين وعمان (باللغة الفرنسية) أن عسل التمر ورد ذكره في نصوص المشنا وهي النصوص التي جمعت في حدود 200م والتي كونت الأساس للتلمود. بعد ذلك عربت اللفظة للدبس في اللغة العربية والتي وردت في المعاجم اللغوية العربية حيث جاء في لسان العرب:
«الدِّبِسُ: عَسَلُ التمر وعُصارته، وقال أَبو حنيفة: هو عُصارة الرُّطَب من غير طبخ، وقيل: هو ما يسيل من الرطب. والدَّبُوسُ: خُلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن».
عملية جمع الدبس
في الفصل السابق تحدثنا عن صناعة التمور وذكرنا أيضا أنه قديما كانت توضع التمور في جلال مصنوعة من الخوص، بعد ذلك تتم عملية تخزين التمر وهناك نوعان من المخازن للتمر الچندود ويسمى أيضا في شرق الجزيرة العربية باسم الچندول والمسحة والنوع الآخر من المخازن يسمى الجصة، أما النوع المتعارف عليه في البحرين فهو الچندود. ويعتبر الچندود إحدى الغرف في البيت القديم وتكون أرضية الچندود هي المدبسة وبذلك تكون عملية جمع الدبس متزامنة مع تخزين التمر وهكذا يستفاد من التمر والدبس الذي يجمع منه. أما الجصة فهي أيضا مخزن للتمر ولكن قد تكون غرفة أو مخزن منفصل مستقل عن البيت وتصنع بأشكال وأحجام مختلفة ويمكن تحريكها ووضعها في أماكن مختلفة في البيت ويكون لها باب صغير يوضع من خلاله التمر داخل الجصة وكذلك يتم أخذ التمر عن طريقه، ولها أيضا فتحة صغيرة في أسفل جدارها وتكون تلك الفتحة على شكل أنبوب ليخرج منها الدبس المتسرب من التمر، وعند بداية كنز التمر في الجصة يوضع في أرضيتها جريد نخل بخوصه ليكون مرشح يخرج منه الدبس. Continue reading →