Monthly Archives: 15 أفريل, 2021

مكتبات الأسر الأحسائية

الباحث أحمد عبدالمحسن البدر

بقلم: الأستاذ أحمد عبد المحسن البدر

تعد مكتبة الأسر من أبرز المؤشرات الدالة على المستوى العلمي والثقافي للأسر المتملكة لها، وقلما تجد أسراً برز بها عدد من رجال العلم والأدب تخلو من المكتبات الأسرية أو الشخصية. وتعد الأحساء من أبرز الأماكن التي خرّجت أسراً علمية كان لعلمائها وأدبائها دور ونشاط علمي بارز، سواء داخل الأحساء أو خارجها.


مكتبات العلماء والأدباء

 نكاد نجزم أن لكل عالم أو أديب مكتبة خاصة به، وتتفاوت حجم هذه المكتبات الشخصية بين شخص وآخر، ويرجع ذلك لعدة ظروف منها: المكانة العلمية أو الثقافية لصاحب المكتبة، وحب صاحب المكتبة لاقتناء الكتب، والوضع المادي لصاحب المكتبة.
ولا يسعنا هنا ذكر جميع أو جل من يملك مكتبة شخصية بالأحساء، وإنما نذكر هنا – على سبيل المثال لا الحصر – بعض رجال العلم والأدب من أعلام الأحساء الماضين الذين تكونت لديهم مكتبات خاصة:
 السيد إبراهيم السبعي القاري، وهو من أهل القرن الحادي عشر. الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن آل طوق، وهو من أهل أوائل القرن الرابع عشر. الشيخ أحمد بن حمد العمير، المتوفى سنة 1387هـ. الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، المتوفى سنة 1241هـ. الشيخ أحمد بن عبدالعزيز القحطاني، المتوفى سنة 1396هـ. الشيخ أحمد بن محمد المحسني، المتوفى سنة 1247هـ. الشيخ حسن البوخضر، المتوفى بعد سنة 1286هـ. الأديب حسين بن عبدالله بومسفر، وهو من أهل القرن الرابع عشر. الشيخ داود بن سلمان الكعبي، المتوفى سنة 1392هـ. الشيخ سلمان بن علي الثواب، المتوفى سنة 1396هـ. الشيخ صالح بن محمد السعد، المتوفى سنة 1370هـ. الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الوهيبي، المتوفى بعد سنة 1304هـ. الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك، المتوفى سنة 1394هـ. الدكتور عبدالهادي الفضلي، المتوفى سنة 1434هـ. الشيخ عيسى بن عبدالله الشواف، المتوفى سنة 1338هـ. الشيخ عيسى بن عبدالله العكاس، المتوفى سنة 1338هـ. الشيخ محمد بن عبدالله العبدالقادر، المتوفى سنة 1391هـ. الشيخ محمد بن عبدالله آل فيروز، المتوفى سنة 1216هـ. الشيخ محمد بن عبدالمحسن الغريب، المتوفى بعد سنة 1273هـ. الشيخ محمد بن علي آل أبي جمهور، المتوفى بعد سنة 909هـ. الشيخ محمد بن نصر الله آل مربط، وهو من أهل القرن الثاني عشر. السيد ناصر بن هاشم السلمان، المتوفى سنة 1358هـ. الشيخ يوسف بن راشد آل الشيخ مبارك، المتوفى سنة 1416هـ.
والآن نأتي إلى ذكر الأسر الأحسائية التي تملكت مكتبات، ولا يعني هذا أنه فقط هذه الأسر هي التي تملكت مكتبات خاصة، وإنما نذكر هنا أسماء الأسر التي تمكنا من الحصول عليها:
– مكتبة آل أبي جمهور:
 هذه الأسرة كانت تسكن قرية التيمية الملاصقة لجبل القارة، وقد برزت في أواخر القرن الثامن والقرنين التاسع والعاشر للهجرة، وأقدم علماء هذه الأسرة المعروفين هو الشيخ حسن بن إبراهيم بن حسن آل أبي جمهور، ويبدو أن نواة هذه المكتبة ابتدأت على يديه، ولا نعلم عن مصير هذه المكتبة شيء بعد ذلك سوى ما ذكره صاحب كتاب (قصص العلماء) من أن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتوفى بعد سنة 1241هـ أصبحت تحت يده مكتبة ابن أبي جمهور الأحسائي.
– مكتبة البغلي:
 كانت هذه المكتبة تقع بمدينة الهفوف، وأكثر كتبها مخطوطة، وقد أصبحت تحت إشراف علماء الأسرة، وآخر عالم من أسرة البغلي من الذين أشرفوا على هذه المكتبة الشيخ حسن بن محمد البغلي المتوفى سنة 1383هـ، وبعد وفاته تفرقت محتويات المكتبة.
– مكتبة الجبران:
مؤسس هذه المكتبة هو الشيخ محمد بن أحمد الجبران، المتوفى سنة 1304هـ. وكانت هذه المكتبة تحوي الكثير من الكتب المطبوعة ومن المخطوطات النفيسة، وبعد وفاة الشيخ محمد سنة 1394هـ ضعف الاهتمام بالمكتبة فتفرقت محتوياتها لدى أبناء الأسرة.
– مكتبة الحسيني:
 كانت هذه الأسرة تسكن قرية القارة بالأحساء، وبرز منها عدد من العلماء، وقد أوقف السيد علي بن إبراهيم بن أحمد الحسيني المتوفى بعد سنة 1164هـ هذه المكتبة على طلبة العلم من أهل قرية القارة حسب ماجاء في وصيته.
– مكتبة آل حميدان (آل مبارك):
 أسرة الحميدان كانت تسكن بلدة الجفر بالأحساء، وأقدم علماء هذه الأسرة هو الشيخ عبدالله بن ناصر الحميدان، وهو من أعلام أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر، ويبدو أنه هو أول من انتقل من أفراد هذه الأسرة إلى القطيف، وكان لديه اهتمام بالكتب حيث أنه نسخ الكثير منها، كما يبدو أنه هو مؤسس مكتبة الأسرة، وكانت وفاته سنة 1124هـ.
– مكتبة آل السيد خليفة:
 كان بداية تأسيس هذه المكتبة على يد السيد خليفة بن علي الموسوي الأحسائي في أوائل القرن الثالث عشر، وكانت فيما يبدو صغيرة الحجم كون السيد خليفة لا يزال في ريعان شبابه، وعندما انتقل إلى العراق نقل معه المكتبة وبدأ بتوسعتها حيث أنه قام بنسخ الكثير من الكتب بنفسه، وأيضاً قام بشراء كتب كثيرة عبر عمره الطويل الذي قارب المئة عام، حتى أصبحت مكتبة آل السيد خليفة من أشهر المكتبات في عصرها، وكانت تحوي الكثير من المخطوطات، وفي سنة 1371هـ قام السيد عبدالله بن محمد علي الخليفة سنة 1371هـ ببيع المكتبة في المزاد العلني وتفرقت محتوياتها بين أيدي الناس.
– مكتبة آل زين الدين:
تكونت النواة الأولى لهذه المكتبة بقرية المطيرفي في شمال الأحساء على أيدي علماء الأسرة الأوائل، وأقدم من عرفناه من أعلام هذه الأسرة هو الشيخ داغر بن رمضان الأحسائي، وهو من أعلام القرن الحادي عشر، إلى أن قل الاهتمام بها وتفرقت محتوياتها كحال بقية المكتبات.
– مكتبة آل الشيخ مبارك:
 ذكر الشيخ يوسف بن راشد آل مبارك أن جد الأسرة الشيخ مبارك المتوفى سنة 1230هـ -وهو من أهل مدينة الهفوف- عندما توفي وزعت كتبه على أولاده الستة بالتساوي، وكذلك تم توزيع كتب الشيخ عبداللطيف بن الشيخ مبارك بعد وفاته على أولاده، ومن هنا نستنتج أن الشيخ مبارك هو مؤسس مكتبة هذه الأسرة والتي تقسمت فيما بعد إلى عدة مكتبات كل مكتبة تخص عالم من علماء الأسرة.
– مكتبة الصحاف:
 كانت هذه المكتبة تقع بمدينة الهفوف، حيث أنها تأسست بشكل بسيط عن طريق علماء الأسرة السابقين.

المصدر:

المجلة العربية :: ملف العدد (arabicmagazine.com)

مرايا التراث

في تاريخ وتراث البحرين